يعتبر قصر النظر مرض الأعين الأكثر انتشارا في عصرنا الحالي، إذ تتوقّع أبحاث أجريت بجامعة سنغافورة أنّه وبحلول عام 2050، سيصاب أكثر من 5 مليارات مريض بهذا المرض. ولن يحسّن التطور التكنولوجي من هذا الوضع، بحيث أنّ للساعات الطويلة التي تقضيها أمام الشاشات تأثير ضار على الرؤية والتي تؤدّي في نهاية المطاف إلى هذا الاضطراب الانكساري أو ما يعرف بـ “قصر النظر”.
ما هو قصر النظر ؟
هو الاضطراب الانكساري الأكثر شيوعا والذي يتوافق مع ضعف الرؤية عن بعد ويتناقض مع تحسّن في حدة البصر القريبة. فالعين قصيرة النظر هي عين متقاربة للغاية ومقلتها طويلة جدا، وبدلا من أن تتشكل الصورة على شبكية العين، فإنّها تتشكل للأمام بسبب الانحراف الكبير لأشعة الضوء مما يجعلها ضبابية.
أسباب قصر النظر:
يحدث قصر النظر بشكل كبير نظرًا للعوامل والأسباب الآتية:
العامل الجيني الّذي يحدّد حجم العين، إذ غالبا ما يكون قصر النظر عائليا بحيث تشير الدراسات إلى أنّه قد يكون وراثيا بنسبة تصل إلى 89%.
كما تمّ وصفه بأنّه شائع بين مجموعات عرقية معيّنة وخاصة الآسيويين.
العوامل البيئية: يعدّ المثول أمام الشاشات عن قرب عاملا محفزّا لحدوث قصر النظر، فالأطفال في الوقت الحاضر لا يتعرّضون بشكل كاف للضوء الطبيعي الذي يحمي من مخاطر الإصابة بقصر النظر.
يعود سبب الإصابة بقصر النظر المكتسب إلى تكيّف قوي للعين بعد مجهود بصري على مسافة قصيرة ولفترات طويلة من الزمن. يظهر عادة بين سن 10 و12 ويعرف أيضا بقصر النظر في سن التمدرس، لكننا قد نلاحظ وجود أشكال مبكرة في سن مبكّر قد يكون تطورها أكبر.
تصنيف قصر النظر :
- قصر النظر المحوري: ويحدث غالبا بسبب زيادة الطول المحوري الأمامي والخلفي للعين.
- مؤشر قصر النظر: يزداد مؤشر الانكماش لوسائط العين الشفافة (حالة إعتام عدسة العين أو ما يعرف بالمياه البيضاء).
- قصر النظر الانحنائي: انحناء قرنية العين الزائد (القرنية المخروطية).
كيف يتمّ علاج قصر النظر ؟
تكمن خطورة اضطراب التكيّف هذا في ظهور المضاعفات. في الواقع، يمكن أن يعرّض الحجم الكبير لمقلة العين لخطر انفصال الشبكية و إعتام عدسة العين المبكر (المياه البيضاء).
يتمّ التصحيح باستخدام عدسات تصحيحية كروية أو مقعّرة أو متباينة، يتمّ ارتداؤها كنظارات أو عدسات لاصقة، بحيث تتراجع الصورة لتتشكل على الشبكية مما يجعل من الممكن تقصير العين بصريا والحصول على رؤية واضحة.
وعلى عكس الطرق المذكورة أعلاه التي تصحّح الرؤية غير أنها لا تعدّ علاجا سببيا لقصر النظر، يمكن لليزر بواسطة LASIK أو PKR أو SMILE أن يحلّ المشكلة بشكل جذري ونهائي عن طريق تعديل انحناء القرنية.
في حالة ارتفاع نسبة قصر النظر، سيتمّ استبدال العدسة جراحيا بزرع طاقوي مناسب.
كيف أعرف ما إذا كان طفلي يعاني من قصر النظر ؟
من الضروري المراقبة الدقيقة للعلامات المحذرة من قصر النظر عند الأطفال منذ المرحلة اللفظية أي بداية من السنة الثانية من عمر الطفل.
يُلاحظ فقدان الرؤية عن بعد من خلال التحديق أو القرب المفرط من الألعاب أو أثناء القيام بمختلف النشاطات (مشاهدة التلفزيون في المنزل أو السبورة في المدرسة). إذا لاحظت أيّا من هذه العلامات، يجب على طفلك مراجعة طبيب عيون ذو خبرة بشكل روتيني. في مركز Oculus Ophtalmology، يتم ضمان التصحيح الأمثل والرؤية الواضحة بفضل خبرة المتخصصين لدينا، كما أنّ منصتنا التقنية تعدّ من بين الأكثر تطورا في الجزائر بفريق تقني وإداري عالي الكفاءة.
ما هي النصائح المقدمة للوقاية من قصر النظر التدريجي ؟
يجب أن يكون الفحص المبكر والشامل منهجيا وروتينيا، كما أنّه من الضروري أيضا تنويع أنشطة الأطفال من سن مبكرة بإدخال أنشطة يومية في الهواء الطلق من أجل تأخير وإلغاء الاستخدام الضار والمبكّر جدا للشاشات.
ما هي الحلول التي تبطئ قصر النظر التدريجي ؟
سيتمّ اقتراح الخيارات العلاجية لك من قبل طبيب العيون الخاص بك، وسيتمّ الاختيار وفقا لتوصياته وكذا الميزانية المخصصّة للعلاج. تتنوع البدائل من ارتداء العدسات التي تعدّل انحناء القرنية إلى النظارات التي تصحّح وتبطئ من تطوّر قصر النظر عن طريق تقليل جهود تكيّف العين.